إذا أردنا أن نُرجع الأمر إلى أصوله في هذه القضية عندنا إشكاليات كثيرة.
الإشكالية الأولى: بدأت من مركزية أوروبا وعنصريتها, يعني: لا يريد علماء الدين ولا علماء التاريخ وغيرهم أن ينظروا إلى التاريخ الآخر إلا باحتقار، لا يريدون أن يؤمنوا به أو يتطلعوا إليه، مع أن هناك لمحات حقيقة ممن قال لهم: لماذا لا نأخذ من القرآن؟ لماذا لا نأخذ من الإسلام؟ ولكنه رفض رفضاً شديداً.
فهذه الإشكالية جعلتهم يتخيلون أن تاريخ العالم هو تاريخهم، ولا تزال آثار هذه العنصرية إلى اليوم، فمثلاً: إذا قيل: العالم فغالباً في الغرب أن المراد بالعالم هو العالم الغربي، العالم المتحضر، وربما مع الانفتاح والإنترنت والمعلومات الحديثة اتسع مفهوم هذا قليلاً؛ لكن إلى أمد قريب كان العالم عند الغرب هو العالم الغربي، وقولهم: ما يراه العالم, يعني: ما يراه العالم الغربي.. إلى آخره.
الإشكالية الأخرى: الجهل, يعني: جهلهم في الاطلاع على العالم الآخر, ومحاولة النظر في هذا العلم بموضوعية أو النظر بما لديهم بموضوعية، هذا الأمر جعل الصراع داخل أوروبا يحتدم دون أن يحاولوا أن يستعينوا بمصدر خارجي، أو يتفهموا حول هذا الموضوع؛ ولكن الزمن -كما قلنا- أدى في النهاية إلى ما يشبه انتصاراً كاسحاً جداً للاتجاه اللاديني على الاتجاه الديني الذي كان يجب أن يكون هو الحق.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع